ومن بين أبرز الفعاليات الفنية، يأتي مهرجان أربيل الدولي للمسرح، الذي يُعد الأهم في المنطقة، كونه يستقطب فرقًا مسرحية من مختلف دول العالم، وفي دورته الثامنة، شهد المهرجان مشاركة مصرية بارزة تمثلت في الفنان أحمد بدير عضو لجنة التحكيم والمكرَّم في المهرجان، والفنانة شيرين في ثاني مشاركة لها في فعاليات فنية بالمدينة.

بدايتي الفعلية
وأكد الفنان أحمد بدير في تصريحات خاصة لـ موقع سبوت؛ إن مشاركتي في لجنة تحكيم مهرجان للمسرح يضم عروضًا بلغات ولهجات متعددة من مختلف دول العالم، تمثل بالنسبة لي سعادة كبيرة على المستويين الشخصي والفني، فعلاقتي بالمسرح كانت ولا تزال مميزة ومثمرة، فأنا اعتز كثيرًا برحلتي المسرحية، فعلى الرغم من أن الجمهور في العالم العربي تعرف عليّ من خلال الدراما، لكنه عرفني أكثر من خلال المسرح، وكان ذلك واضحًا في مهرجان أربيل من خلال الحفاوة الكبيرة التي لاقيتها.

غياب مصري 
وأضاف بدير ما أحزنني هو غياب المشاركة المصرية هذا العام، وقد ناقشت هذا الأمر مع القائمين على المهرجان، وعلى رأسهم الفنان الكبير هيوا سعاد يونس، وأكدوا لي أن مصر كانت حاضرة بقوة في الدورات السابقة، وأن الدورة القادمة ستشهد حضورًا مصريًا فاعلًا ومهمًا.

دورة مميزة
وعن الدورة الثامنة من المهرجان، التي اختُتمت عروضها السبت، قال: "كانت دورة مميزة، شارك فيها عشر فرق مسرحية عربية ودولية من تونس، ليبيا، مصر، تركيا، إيران، وألمانيا، بالإضافة إلى فرق عراقية من معظم المحافظات ومن إقليم كردستان. وقد شهدت حضور نخبة من الفنانين والمخرجين والمؤلفين الموسيقيين العالميين."

وتابع بدير؛ ما يهمني دائمًا في المسرح هو الجمهور، ولأول مرة منذ سنوات، أشاهد عروضًا مسرحية كاملة العدد، لجمهور متعطش ومتابع، ومنها عروض قُدّمت بالفصحى مثل "راسبوتين"، وأخرى بلهجات ولغات عربية ودولية.

تحكيم عربي ودولي 
وحول لجنة التحكيم، أوضح بدير أن اللجنة تشكلت من قامات مسرحية، منهم المؤلف الموسيقي الألماني أوفا إبرهارد رئيسًا، وأحمد حسن موسى، المدير السابق لدائرة السينما والمسرح في بغداد، والمخرجة والمغنية الإيرانية تريفا كالميان، والممثل والمخرج الكردي صباح عبد الرحمن.

النص هو الأساس
وعن عودته للمسرح، صرّح بدير: لازلت أرى أن النص هو الأساس، ثم تأتي العناصر الأخرى، حتى في الدراما، النص هو البداية، أعطني نصًا جيدًا، أعطك عملًا فنيًا جيدًا، فالعمل الجيد يبدأ بفكرة قوية وكاتب موهوب، مثل مسلسل "راجعين يا هوى" للكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة، فكرة بسيطة كُتبت بشكل جيد فصنعت عملًا مميزًا.

مسيرة حافلة 
وتحدث عن مسيرته المسرحية؛ منذ قراءتي الأولى لأي نص، كانت لدي حاسة سادسة أشم بها رائحة النجاح، تعلمت كثيرًا من كبار المخرجين، وعلى رأسهم المبدع عبد المنعم مدبولي، الذي شاركته التمثيل والإخراج في أعمال رائعة مثل ريا وسكينة، وعندما أجد نصًا يستفزني فنيًا، لا أتردد لحظة في قبوله.

قدمت المسرح الكوميدي، التراجيدي، السياسي، والغنائي، ومن أبرز تجاربي مسرحية "الملك هو الملك"، التي أحزنني أنها لم تُصوّر تلفزيونيًا لي، بل صُوّرت لاحقًا بأبطال آخرين.

وأكد أتمنى العودة للمسرح، لأنني أجد فيه متعة لا تضاهيها متعة، وجمهور المسرح يثري المشهد الفني حقًا.

دراما تليفزيونية 
وعن مشاركاته الدرامية هذا العام، قال: أنا أستمتع بالتمثيل، وكل الأعمال التي قدمتها كانت مُعدة سلفًا وصُوّرت في فترات متفاوتة، مثل "المداح 5" و"جُوْدر"، فقط مسلسل "الغاوي" مع أحمد مكي الذي بدأت تصويره قبل رمضان.

أما عن أعماله المقبلة، فكشف بدير أنه يستعد لفيلم يحمل بعدًا وطنيًا مهمًا، وهو فيلم "فلسطين"، والذي سيبدأ تصويره خلال أيام، الفيلم يُعد محاكمة سينمائية لما يحدث على الساحة، حيث أؤدي دور قاضٍ في قضايا تمس القضية الفلسطينية، نحاكم فيها المحتل، وهو عمل تسجيلي أشارك فيه لإيماني بأن الفن والسينما يجب أن يكون لهما دور فيما تتعرض له فلسطين من جرائم وتهجير قسري.